بسم الله الرحمن الرحيم
بــــما أننا نعيش هذه الأيام ببدعة من البدع تدعى عيد الأم
أقول لكم أن الأم ليست بحاجة لعيد يكرمها ولا ليوم يقدرها فهي أرفع و آسمى من هذه الهتافات
فقد كرمها رب العالمين و حدد مكانتها وباهى قدرها و ناشد أطاعتــــــــــها
وجعل دعـــــــــاءها نـــــافذ ورجـــــــــــاءها مطاع
(( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ
ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي
تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) الاحقاف - 15 -
وقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
(( الزم رجلها فثم الجنة ))
هي جندية حيث لا جند
هي حارسة حيث لا حرس
أنها مخلــوقة ضعيفة تغلب عليها العـــاطفة و الـــرقة
أنها نبع الحنـــان
أنها عبير الجنـــة
أنها الشمعة التي أضاءت دروب العالـــم
هي من تهز السرير بيمنها و تهز العالم بيسارها
لها من الجهود والفضائل لا تعد ولا تحص لها , وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها
ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً
إنها مخلوقة تسمى الأم
وما أدراكــــم ما الأم ؟؟؟
ففي الصحيحين يقول النبي : { إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات }
وعند أحمد وابن ماجة أن النبي صلى الله عيله وسلم قال: { إن الله يوصيكم في أمهاتكم } قالها ثلاثاً
وعند الترمذي في جامعه عن النبي قال: { إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء… وذكر منها: وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه }.
اعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جُلّ الناس
أعلموا أن الأم خير حانية، لطيفة المعشر
تحتمل الجفوة وخشونة القول
تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح
حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفاً، ويحمِّلها فوق ما تطيق عناء
وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحسّ به إلا الأمهات
يتبعها آثار نفسية وجسمية، تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة،تحمله وهناً على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه
ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، وكأن لسان حالها يقول :
يا لَيتَني مِت قَبلَ هَـذَا وَكُنتُ نَسياً من سِياً [ مريم:23].
ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلاً قسراً وإرغاماً، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئاً لم يكن إذا انقضى، ثم تعلِّق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، والذي تفقهه من قوله تعالى :
المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيَا [ الكهف:46]،
ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذِّيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤْثِره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها .
أخيـــراُ
السعيد من بر وما يزال يبر في والديه
و الشقي هو من أضلته الدنيا و حجرت قلبه و زادته إجحافا .
ومع في كل ثانية في كل دقيقة وساعة ويوم
أرفع رأسي لرب السماوات مناجيا
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهما كما ربياني صغيرا
و إلى كل أمهات الدنيا أطال الله في عمركم وجعل أيامكم كلها فرحاً وسرور
ومع كل ثانية أتمنى أن تكونوا بألف ألف خير
مع المحبة دائما .........أخوكم العندليب