ينتهي الطالب السوري من مرحلة التعليم الثانوي عند أنتهائه من فحص البكالوريا ليبدأ بانتظار نتيجتها التي لربما تحمل له الأمل في تحقيق حلمه
و من هنا تنشأ المشكلة الأولى أن الطالب لا يدخل ما يرغب فعلا إنما يدخل ما سوف تقرره العلامات التي سيحصل عليها
و في أغلب الأحيان لا يدخل فرعه المحبب فأنما أن يدخل فرعاً أعلى من حلمه بسبب العلامات و يبقى بقية حياته متحسراً على الفرع الذي ضاع منه أو أن يدخل فرعاً أقل من حلمه بسبب العلامات أيضاً و يبقى أيضاً كل حياته متحسراً على الفرع الذي لم يصله
أي في البداية سيكون أغلب الطلاب في حالة حسرة فمن أول دخول لهم في الجامعة يقولون : أوووووووووووف هالفرع ما كان بدي ياه و سنرى لاحقاً أن معظم فشل الطلاب سينسبوه إلى عدم حبهم للفرع
هكذا سيبدأ الطالب السوري ................. بحسرة
و الأن سنوصح في هذه المدونة كيف ستتحول هذه الحسرة إلى ................................. كفر
ما أن يدخل الطالب إلى الجامعة حتى تصادفه أول المشاكل و هي أن يحاول فك رموز و الغاز الدكاترة الذي يقولون لك عندما تسألهم عن كتاب المادة فيجاوبونك بان تجد إي مرجع في مكتبة الجامعة يتحدث عن الأبحاث في هذه المقرر و أدرس منه
الأن تتحول الحسرة إلى ضياع و تشتت
و إذا فعلا إردت أن تدخل غلى مكتبة الكلية فنادراً ما تجد الموظف المسؤول و نادراً ما تجد الكتاب المناسب
و بالتالي يتحول الضياع إلى خيبة أمل جزئية
بعد إعطاء المقرارت من قبل الدكاترة نكون قد أقتربنا من الشهر الثاني عشر إي أقتربنا من شهر الأمتحانات الجامعية في سوريا الذي يكون عادة في الشهر الأول و في الشهر السادس من كل عام
و لكن قبل كل أمتحان يشعر كل طالب سوري بشيء من الخوف و الأرتباك عندما تبدأ المشاكلة الأكثر صعوبة من كل الامتحانات و التي هي
تأجيل العسكرية
و لكن عندما يكون الطالب مستجداً ( أي مازال في السنة الأولى ) و خصوصاً إذا كان في أحد فروع الهندسة أو الطب يشعر بشيء من الفخر تكون في أغلب الأحيان كفيلة بمحي الحسرة السابقة الذكر
و بما أنه يشعر بذاك الفخر و العز و مازال في السنة الأولى ..... يذهب ليؤجل العسكرية
فسبب عزه و فخره بنفسه يذهب عند الساعة التاسعة أو العاشرة صباحا ( متل الباشاوات ) لفرع التجنيد فيتفاجأ بأول صدمة له في حياته عندما يرى عشرات و مئات الأشخاص الواقفين على الدور لنفس السبب
و يكون القدر قد فتح بابه له إذا وجد أحد أصدقاء الذي ينصحه بالذهاب و العودة في اليوم التالي لأنه لن يستطيع الدخول
هكذا يكون هذا الفخر و العز قد نقص قليلا لدى الطالب الجامعي و يضطر أن يذهب في اليوم التالي في السابعة صباحاً ليحجز دوره أمام شعب التجنيد
و بما أنه الطالب المسكين مازال مستجداً و هو يدرس فرع جامعياً فهو يحاول أن يكون محترم و يخاطب الناس بإحترام و بكل صراحة و بساطة يقول للمجند الواقف على الباب "" أستاذ إيمتا بدنا نفوت ""
لم يدرك الطالب ما فعل , فهو حاول أن يكون محترم و على قدر عال من اللباقة .........
لنجد في النهاية أن الطالب يصبح ممسحة للأرض أي بمعنى أخر بتتمسح فيه الأراضي
و يعني الأمرين ليحصل على التأجيل و هذه الأمرين لا استطيع وصفها لأن كل طالب سوري يشعر فيها و لن تكفي الكلمات أبداً لوصفها ............
هكذا نكون أنتزعنا هذا الفخر من الطالب
و بالتالي أصبح لدينا طالب ذو حسرة دائمة و تشتت كبير و خبية أمل فظيعة و أنتقاص من الثقة في النفس ........
تأتي الأمتحانات و يفرح الطالب المسكين بأنه أنهى أول أمتحانات له في الحياة الجامعية الطويلة التي تتراوح بين 4 إلى 6 سنوات حسب الأختصاص ......
و من هنا نبدأ بالمرحلة التي يتفاجأ فيها الطالب عندما يرى أحد المواد التي قدمها قد كانت علامته هي 59 تلك العلامة التي تكون في أغلب الأحيان سبب كفيل بان يُشتم الدكتور و كل عائلته طبعا و خصوصا أمه لانه أنجبت شخصاً لئيما يمنع الطلاب من النجاح بسبب علامة واحدة
و هنا فعلا إستطعنا إن نحول الطالب إلى شخص كافر
أي في البداية كان لدينا طالب متفائل و متحمس ليتحول إلى طالب متحسر و ثم إلى ضائع و إلي خائب الأمل دوما و إلي و الي و إلي و إلى و وووو .......... و إلى شخص كافر في النهائية
---------------------------------
ما ورد سابقاً هو جزئاً صغير جدا جدا من
مأساة طالب سوري
----------------------------------
و لكن في النهاية الشكوى لغير الله مذلة
مع المحبة دائما ...........أخوكم العندليب