الجنازة

جسد يتفتت
قلب مدمر
صدر مطعون
أحزان .. آلام .. آهات .. عذاب
هذه هي حياتي وهكذا أنا وسأبقى
غفوة يوما فوجدت نفسي داخل غرفة الليل الدامس
الخفافيش تضرب وجهي
البوم ينعق داخل سمعي
وصور الجن والأشباح لا تفارق عيوني
أصيح.. آهٍ .. آه .. لا يوجد من يلبي النداء
تربط الشفة العليا بالشفة السفلى وأحس أن صدري قد لا يساع الهواء
وسكرات الموت تخرج متتالية من روحي تودع نفسي فلا أجد نفسي
أين أنا .. أين أنا ..
هل مات حسام
هل مات حسام
........
نظرت حولي فوجد قماشه بيضاء على صورة كفن تنتظرني
وشيخ يبسمل وتابوت من الخشب لونه اخضر قد زين بالإزهار
نظرت أيضا لكي أتلمس ما هذا الذي حولي
وجدت أمي الحنونة العطوفة الطيبة تلك الملاك التي ستكون الجنة مسكنها تلك الأم التي بيديها حملتني إلى تابوتي وهي تقبلني وتقول وداعا حبيبي ولدي صغيري
وجدت أبي ومازال محتفظا بكبريائه المعهود ورجولته التي تندر الوجود لم أجد الدمعة يوما على وجهه لكني اليوم وجدتها قد انهمر وبغزارة اقترب مني قبل جبيني وقال وداع يا بني ويا صديقي ويا حبيبي ويا صغيري
وجدة كل الناس التي أحبها قد شاركت في دفني
لكن شخص واحد لم أجده وهو حبيبتي
أيقنت أني لا بحياتي ولا في مماتي عرفت الحب أو شممت ريح الأنوثة لا خضعت لطيف حبيب
تذكرت كيف كل يوم انتظر بزوغ الفجر لأبحث عن فتاة تحبني وأحبها
وتذكرت كيف كنت أعود في آخر النهار محطم ومقهور لان كل الفتيات قد صدوني
علمت إني في حياتي كنت مجرد ذكرى مريرة لأبي وآمي
كم عانيت وان ابحث عن الحبيب
كم تمنيت انا أعيش الحب ولو مرة
كم تمنيت أن اسمع كلمة حبيبي أو احبك
كنت اسمعها لكن فقط في الخيال
لوعة قلبي اليتيم دمرت صدري الحزين وشققت أنفاسي من الاه والتنهيد
آه ٍِ آه ٍ آه وستبقى الاه تجرحني وتجرحني وتجرحني
اقترب موعد الصلاة أم الإمام بالمصلين حي على الصلاة حي على الفلاح
قامت الصلاة وانتهت الصلاة وبدأ الشيخ يرتلني كلام الله حتى ينقذني من سكرات الموت
خرج الجسد المشيع من الجامع ومرا بالحارة وفي الشارع أمي على شرفت المنزل تصيح
مات حسام مات حسام مات حسام
أبي يتقدم الجنازة ويصرخ
مات حسام مات حسام مات حسام
أصدقائي يحملون تابوتي وينادون
مات حسام مات حسام مات حسام
أما حبيبتي فقد سمعت صوتها حتى في قبري تقول بصوت بارد والدموع قد ملأت عيونها
مات حسام مات حسام مات حسام
وصلنا المقبرة اخرج الجسد من التابوت وضع داخل القبر فرش الرمل فوقه
انتهت هنا قصتي
انتهت هنا حياتي
انتهى هنا حسام
أمي ظلت تبكيني أبي ظل يذكرني أصدقائي بقيت سيرتي على لسانهم وحبيبتي لا اعلم إن كانت موجودة في عالمي وان كانت تذكرني
انتهت حياتي ولم أذق طعم الحب
وتبقى الذكرى شاب عاش العمر ولم يجد من يحب
شاب عاش العمر ولم يجد من يحب
في اليوم التالي أتى أبي وأمي إلى قبري مسحوا دمعتي بذكر الله وآيات القرآن الكريم
جاء أصدقائي نظفوا المكان من الأتربة ووضعوا الرياحين لكي تعطرني
أما أنا كم تمنيت أن اقرأ ذكرى حبيبتي واشم رائحتها والمس وجناتها التي اشتقت لها
كنت دائما احلم بفتاة خياليها لها رائحة الورود ووجنات متوردة عينها اللامعتان وشعرها المسرح وقوامها الرائع وجمالها الأخذ
لكن مات حسام مات حسام

مات حسام

الشاعر : بالألم .. الحزن .. العذاب
حسام .. قد فارق الحياة
13 / 3 / 2006